قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الأولى: {ما أنا عليه وأصحابي} وقوله في الرواية الثانية: {هي الجماعة} تتفرع عنهما جميع أوصاف أهل السنة والجماعة، وجميع مميزاتهم التي يتميزون بها عن سائر الفرق، والتي بها يكون لهم ما وعدهم به الله سبحانه وتعالى، وهو النصر على من خالفهم، وأنهم {لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل}، وأمر الله هو: الريح الطيبة التي يرسلها الله تبارك وتعالى في آخر الزمان {فتقبض أرواح المؤمنين فلا يبقى إلا شرار الخلق، وعليهم تقوم الساعة}، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح.
وهذه الطائفة منصورة ظاهرة على من خالفها، لا يضرها من خالفها، وليس معنى ذلك: أن من خالفها لا يلحق بها أي ضرر؛ وإنما لا يضرها بمعنى: لا تبالي بمن خالفها، وإن ابتليت، وامتحنت، واستضعفت؛ فإنها هي الغالبة، كما قال الله سبحانه وتعالى: ((وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمْ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ))[الصافات:171-173]، فهؤلاء الموعودون بالنصر هم الطائفة المنصورة، وهذا هو الوصف الأول وهو أنها منصورة.
والوصف الثاني: أنها ناجية، مع أن غيرها متوعد بالنار، وهي موعودة بالنجاة موعودة بالجنة، قال تعالى: ((فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ))[آل عمران:185].